قد يشهد الساحل البيروفي على المحيط الهادئ، وتحديداً منطقة كاياو المتاخمة للعاصمة ليما، تحولاً عمرانياً غير مسبوق في السنوات القليلة المقبلة، إذا ما تم تنفيذ مشروع طموح لبناء شبه جزيرة اصطناعية مستوحاة من الجزر الاصطناعية في دبي.

ويحمل المشروع اسم «دبي التشالاكية Dubái chalaco»، ويهدف إلى استصلاح 200 هكتار من الأراضي البحرية لتطوير فضاءات ترفيهية مثل الشواطئ العامة والمتنزهات المائية، إلى جانب مشاريع عمرانية ومرافئ بحرية.

وتبلغ كلفة المشروع نحو 800 مليون دولار، ومن المتوقع تنفيذه في غضون 3 إلى 4 سنوات، وفقاً لتقديرات وكالة «بروإنفرسيون»، الهيئة البيروفية المعنية بالترويج للاستثمار الخاص.

ويغطي المشروع 3 مناطق من كاياو هي: لا بيرلا، كاياو سيركادو، ولا بونتا، على أن يتم إنشاء شاطئ اصطناعي بمساحة 280 ألف متر مربع، ومنتزه خارجي يمتد على كيلومتر مربع، بالإضافة إلى حديقة مائية بمساحة 300 ألف متر مربع.

وتم تقديم المبادرة في عام 2021 من قبل ائتلاف يضم شركتي «بويرتا ديل باسيفيكو» و«فان أورد»، مع الإشارة إلى أن التصميم مستوحى من مشروع «نخلة جميرا» في دبي.

وسيتم ربط شبه الجزيرة الجديدة براً بمنطقة «لا بيرلا»، مع اعتماد وسيلتي نقل عبر التلفريك تربطان المشروع باليابسة.

وأطلقت «بروإنفرسيون» على المشروع اسم «شبه الجزيرة الاصطناعية – بوابة المحيط الهادئ»، واصفة إياه بالبنية التحتية «الحديثة والتكنولوجية والمُغيرة للمشهد»، نظراً لطموحه في إعادة تشكيل الواجهة الساحلية لأهم موانئ البلاد.

وأوضح ماريو هيرنانديز، مدير المشاريع الخاصة لدى «بروإنفرسيون»، أن المشروع يخضع حالياً للدراسة منذ نهاية عام 2024، بعد حصوله على موافقة مبدئية من وزارة الإسكان.

ومن المتوقع أن يُنشر «إعلان الاهتمام» الرسمي بالمشروع في أكتوبر المقبل، على أن تُمنح فترة 3 أشهر لأي شركة أخرى ترغب بتقديم عرض منافس، وإذا لم تظهر عروض بديلة، سيتم منح المشروع بشكل مباشر للجهة المقدِّمة.

وأشار هيرنانديز إلى أن اختيار سواحل كاياو لتنفيذ المشروع يعود إلى كونها منفذ العاصمة البحري، ما يعني وجود كثافة سكانية وطلب مرتفع على هذا النوع من المساحات الحضرية.

وسيتم تنفيذ المشروع وفق آلية «مشاريع في الأصول»، أي أنه سيمول بالكامل من قبل الائتلاف المطوِّر دون مساهمة مالية من الدولة، التي يقتصر دورها على تسهيل الإجراءات الإدارية والتراخيص.

رغم الطموحات الكبيرة التي يحملها المشروع، إلا أنه واجه انتقادات من بعض المختصين، من بينهم المهندس المعماري بريان كاستيو دافيلا، رئيس جمعية المعماريين في كاياو، الذي عبّر عن تحفظه على المبادرة قائلاً: «إنه مشروع خاص لا يلبّي أي حاجة حقيقية أو فجوة عمرانية في كاياو؛ علينا أن نتحدث عن احتياجات سكان المنطقة، خصوصاً أن المشروع سيُنفذ مقابل شواطئهم».

وأضاف كاستيو دافيلا أن المخطط العمراني يتضمن مناطق تجارية ويشبه إلى حد كبير مشروع إنشاء حي سكني جديد بالكامل».

المصدر: البيان 4/8/2025