5 آلاف مبادرة في القطاعين العام والخاص
في انعكاس لافت لطموحاتها المتسارعة في مجال التكنولوجيا، تجاوزت دبي رسمياً مدينة سان فرانسيسكو في التصنيفات العالمية لاعتماد الذكاء الاصطناعي ومستوى الجاهزية له، وفقاً لمؤشر «المدن العالمية للذكاء الاصطناعي 2025» الصادر حديثاً عن شركة «كاونتربوينت ريسيرتش».
فبعد أن كانت سان فرانسيسكو يُنظر إليها باعتبارها مهد الابتكار التكنولوجي الحديث، أصبحت الآن خلف دبي التي حلّت في المرتبة الرابعة عالمياً.
وتصدرت سنغافورة قائمة المدن الخمس الأولى، فيما جاءت سيئول ثانياً وبكين ثالثاً ودبي رابعاً وسان فرانسيسكو خامساً.
فيما ضمّت المراتب العشر الأولى أيضاً مدينة أبوظبي لتحتل المركز الثامن، ما يعزز مكانة الإمارات بوصفها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تضم مدينتين ضمن نادي الذكاء الاصطناعي العالمي، بينما حلت هونغ كونغ في المركز السادس وطوكيو في المركز السابع ونيويورك في المركز التاسع وشنغهاي في المركز العاشر.
طفرة الذكاء الاصطناعي في دبي
ففي حين تعتمد سيليكون فالي على إرثها التكنولوجي، تبني دبي المستقبل من الصفر.. وقد قيّم تقرير «كاونتربوينت» أكثر من 5000 مبادرة في القطاعين العام والخاص، مدفوعة بالذكاء الاصطناعي شملت قطاعات الحكومة والبنية التحتية والتعليم والأعمال. وما ميّز دبي بشكل خاص هو الانسجام الفريد بين السياسات والتنفيذ العملي، بما في ذلك، وجود استراتيجيين متخصصين بالذكاء الاصطناعي في كل دائرة حكومية. ومبادرة طموحة لتدريب مليون مهندس في الذكاء الاصطناعي. وشراكات واسعة مع شركات كبرى مثل مايكروسوفت وإنفيديا و«أوبن إيه آي». والتزام على المستوى الوطني بتعليم الذكاء الاصطناعي وتعزيز الشفافية.
كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي دبي فعلياً
إن تبنّي دبي للذكاء الاصطناعي ليس مجرد فكرة نظرية، بل أصبح مطبّقاً وفعّالاً في قطاعات رئيسية، منها:
المصارف والتمويل: روبوتات محادثة مثل «إيفا» في بنك الإمارات دبي الوطني، وأنظمة متقدمة لاكتشاف الاحتيال بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
الرعاية الصحية: أنظمة هيئة الصحة في دبي التي تقوم حالياً بفرز أكثر من 17 ألف صورة أشعة للصدر يومياً باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى تقليص فترات الانتظار من 24 ساعة إلى بضع دقائق فقط.
العقارات: منصّات التقييم الذكية من دائرة الأراضي والأملاك في دبي، وابتكارات التكنولوجيا العقارية من «بيوت».
السياحة: جولات افتراضية بتقنيات الواقعين المعزَّز والافتراضي وتجارب زوّار مدعومة بالذكاء الاصطناعي بإشراف دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي.
هذا التكامل المتعدد القطاعات دفع دبي إلى مصافّ المدن الأكثر جاهزية للذكاء الاصطناعي عالمياً، ليس فقط على مستوى المنطقة، بل متجاوزة عواصم تقنية كبرى.
نهضة شاملة
فيما تواصل أمريكا الشمالية ريادة البحث والتطوير، يحرز الخليج تقدماً متسارعاً. العوائق التنظيمية في أوروبا تُبطئ وتيرة الذكاء الاصطناعي، بينما تستفيد دول مثل الإمارات من وضوح الرؤية وسرعة التنفيذ وتركيز الاستراتيجيات.
وبحسب صندوق النقد الدولي، قد يساهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 35% من الناتج المحلي للإمارات بحلول 2030.
ما الذي يقود صعود دبي؟
حدّد تقرير «كاونتر بوينت» عدداً من العوامل الجوهرية، مثل بروز «مايكروسوفت» كأكثر مزوّد نشط للذكاء الاصطناعي عبر توسيع مراكز البيانات وإطلاق برامج تدريبية في الإمارات، وتحالف «إنفيديا» مع شركة «دو» للاتصالات شكّل نقطة تحوّل رئيسية، وتطوير نموذج «فالكون» للغة العربية.
رسالة إلى العالم
تجاوز دبي لمدينة سان فرانسيسكو ليس مجرد خطوة رمزية، بل دليل على أن الرؤية والاستثمار والتنفيذ قادرة على زعزعة أعتى الهياكل التكنولوجية الراسخة.
ومع تحوّل أنظار العالم شرقاً، لم يعد الخليج، بقيادة الإمارات، ينتظر اللحاق بالركب، بل بات يحدد وتيرة الابتكار في الذكاء الاصطناعي للقرن الحادي والعشرين.
أفضل 10 مدن عالمياً في تبني الذكاء الاصطناعي:
1- سنغافورة
2- سيئول
3- بكين
4- دبي
5- سان فرانسيسكو
6- هونغ كونغ
7- طوكيو
8- أبوظبي
9- نيويورك
10- شنغهاي
المصدر: البيان 19/8/2025