قطب شحن نرويجي والملياردير مايكل بلات أحدث المنضمين
تواصل دبي بصفة خاصة والإمارات بصفة عامة جذب المستثمرين وأصحاب الإمبراطوريات والمليارديرات من أنحاء العالم كافة. وهذا ما يؤكده انتقال جون فريدريكسن، قطب الشحن النرويجي الذي قرر نقل أعماله بعيداً عن لندن، ليختار الإمارات.
وأكد ذلك قبله الملياردير البريطاني مايكل إدوارد بلات المؤسس المشارك لشركة «بلوكريست كابيتال مانجمنت»، والملياردير المصري ناصف ساويرس، وبافيل دوروف، رائد الأعمال الروسي ومؤسس منصة «تيليجرام».
ويعد جون فريدريكسن أحد ألمع الأسماء التي اتخذت خطوة الانتقال إلى الإمارات حديثاً، ومن بين الأسماء الأخرى، يبرز شرفين بهارتي ميتال، مؤسس شركة «أنباوند» (Unbound) والمدير الإداري لشركة «بهارتي جلوبال».
ويمثل ميتال، البالغ من العمر 37 عاماً، الجيل الصاعد من عائلات الأعمال الهندية الثرية التي تبحث عن فرص جديدة.
وبصفته أكبر مساهم فردي في عملاق الاتصالات البريطاني «بي تي جروب»، سارع ميتال لتسجيل فرع جديد لشركته «أنباوند» في أبوظبي خلال أبريل 2025، في خطوة جاءت رداً على تشديد اللوائح الضريبية في المملكة المتحدة.
ولعبت قوانين الضرائب الجديدة، التي ألغت امتيازات «غير المقيمين» في البلاد دوراً كبيراً في قرار جون فريدريكسن، الذي تقدر ثروته بـ 13.7 مليار جنيه إسترليني، ولا يزال يمتلك منزلاً يحمل اسم «ذا أولد ريكتوري» في بريطانيا.
وهو يقضي معظم وقته الآن في إدارة أعماله من الإمارات.
وخلال حضوره حدثاً في العاصمة النرويجية أوسلو، تحدثه مع صحيفة «إي24»، وقال: «بريطانيا باتت مثل النرويج.
والعالم الغربي بأكمله في طريقه إلى الانحدار».
وفي مثال آخر على هذا التوجه، يبرز مايكل إدوارد بلات، الملياردير البريطاني والمؤسس المشارك لشركة «بلوكريست كابيتال مانجمنت»، التي تصنف كثالث أكبر صندوق تحوط في أوروبا.
واعتباراً من يونيو 2025، نقل بلات إقامته الرئيسية ومكتب عائلته إلى الإمارات.
وكانت شركته، التي بلغت أوجها بإدارة أصول تجاوزت 35 مليار دولار، عززت وجودها في دبي بعد حصولها على الموافقات التنظيمية اللازمة في عام 2022.
وأخيراً، قام الملياردير المصري ناصف ساويرس، رجل الأعمال المصري، الذي تقدر ثروته بـ 9.6 مليارات دولار، بنقل مكتب عائلته «مجموعة إن إن إس» إلى سوق أبوظبي العالمي.
ويمتلك ساويرس حصصاً كبيرة في شركة «أو سي آي إن في»، لإنتاج الأسمدة النيتروجينية، إضافة إلى استثمارات ضخمة في شركتي «أديداس» و«لافارج هولسيم».
وكان بافيل دوروف، رائد الأعمال الروسي ومؤسس منصة «تيليجرام»، اختار دبي للإقامة ومقراً عالمياً لشركته منذ عام 2017.
وبعد مغادرته روسيا عام 2014، وجد دوروف في الإمارات ملاذاً طويل الأمد.
واحتل دوروف المرتبة 120 في قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم في أغسطس 2024، بثروة صافية تقدر بـ 15.5 مليار دولار، ما يؤكد مكانة الإمارة كوجهة للمبتكرين العالميين.
ويعكس ذلك كله تنامي اهتمام كبار المستثمرين العالميين بالمركز المالي المتصاعد في الشرق الأوسط. وحين يهيمن على قائمة الأثرياء العالميين مليارديرات التكنولوجيا الأمريكيون مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس ومارك زوكربيرج فقد تم تصنيف مدير صندوق التحوط الملياردير، مايكل بلات، كونه أغنى فرد في المملكة المتحدة، بثروة صافية تبلغ 18 مليار دولار، وفقاً لمجلة فوربس.
ووفقاً لقائمة ذي صنداي تايمز للأغنياء 2025، يعد بلات من بين أغنى الشخصيات في المملكة المتحدة بثروة تقدر بـ12.5 مليار جنيه استرليني، بزيادة قدرها نحو 500 مليون جنيه عن العام السابق، ما وضعه في المرتبة 12 بين أثرياء البلاد.
وبحسب سجلات رسمية، قام بلات – البالغ من العمر 57 عاماً – بتحديث حالة إقامته القانونية إلى الإمارات في وقت سابق من شهر يونيو الماضي.
وتظهر السجلات أن بلات كان قد انتقل من جنيف إلى جزيرة جيرزي في عام 2014، قبل أن يختار الإمارات حالياً كمقر إقامة رئيسي.
وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع قليلة من حصول «بلوكريست كابيتال مانجمنت» على الموافقة التنظيمية الكاملة للعمل في دبي، بما يتيح لها توظيف المتداولين وإدارة الأموال بشكل مباشر من مركز دبي المالي العالمي.
وكانت الشركة قد افتتحت مكتباً لها في دبي عام 2022، لتنضم بذلك إلى عدد متزايد من صناديق التحوط وشركات الاستثمار، التي اتجهت إلى الإمارة في السنوات الأخيرة.
وولد مايكل بلات لعائلة من الطبقة العاملة في بريستون، لانكشاير، عام 1968، وبدأ شغفه بالاستثمار في سن مبكرة جداً. في الثانية عشرة من عمره تعلم بلات تداول الأسهم من جدته، ويقال إنه استثمر هدية عيد ميلاده البالغة 500 جنيه استرليني، محولاً إياها إلى مبلغ أكبر بكثير.
جذب فائقي الثراء
وتعد دبي وجهة جاذبة للمؤسسات المالية العالمية، بفضل ما توفره من مزايا مثل الضرائب المنخفضة، وفرص الوصول إلى رؤوس أموال صناديق الثروة السيادية، إضافة إلى التوسع السريع في أعداد الأفراد ذوي الثروات العالمية.
ولا تقتصر الطفرة المالية على دبي فحسب، فقد شهدت أبوظبي كذلك تدفقاً لمديري الأموال، حيث افتتحت صناديق مثل Brevan Howard، وTCI Fund Management، التابع للسير كريس هون مكاتب لهما في العاصمة الإماراتية خلال عام 2023، كما انتقل تريفون ناتسيس، الشريك المؤسس لـBrevan Howard، إلى أبوظبي أيضاً.
وتدير شركة BlueCrest، التي تحولت منذ عام 2015 من صندوق تحوط إلى مكتب عائلي، ثروات بلات وشركائه.
بيئة مواتية للأعمال
وأظهر تقرير نشر في فبراير أن عدد الموظفين في مركز دبي المالي العالمي، تجاوز 46 ألف موظف، مسجلاً نمواً بنسبة 10% خلال العامين الماضيين.
ويعزى الإقبال الكبير على دبي إلى المنطقة الزمنية الملائمة للأسواق العالمية، واعتماد القوانين الإنجليزية، ما يوفر بيئة قانونية وتنظيمية مألوفة وموثوقة لدى المستثمرين الدوليين.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي بعد خسارة «بلو كريست» معركة قانونية طويلة الأمد أمام هيئة الضرائب البريطانية، التي نجحت في إثبات أن المتداولين الذين يديرون أكثر من 100 مليون دولار يمكن معاملتهم كـونهم «موظفين» لأغراض ضريبية، بدلاً من منحهم وضعاً خاصاً، بسبب نفوذهم داخل الشركة، وقد استأنفت «بلو كريست» الحكم أمام المحكمة العليا البريطانية.
المصدر: البيان 2/7/2025